كلمة الأستاذ بدرالدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية في العيد الثامن للصحفيين الرياضيين المغاربة

كلمة الأستاذ بدرالدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية في العيد الثامن للصحفيين الرياضيين المغاربة

(الأربعاء 14 مارس 2018 ـ مسرح محمد الخامس بالرباط)

باسم الله الرحمان الرحيم
السيدات والسادة أيها الحضور الكريم
تغمرنا السعادة ويملؤنا الفخر والإعتزاز وتعم البهجة قلوبنا، ونحن نلتقيكم في هذا اليوم الجميل الأغر من أيامنا الخالدات، التي يكون فيها اللقاء نديا وحميميا وجياشا بين أفراد العائلة الواحدة، عائلة الرياضة الوطنية.
إن حرصكم على تلبية دعوتنا لكم، بالحضور معنا في هذا العيد الإحتفائي بكل أبعاده الإنسانية، ليعمق من جهة ما يربطنا جميعا من وشائج، ويجعلنا فخورين بأن المقاصد النبيلة التي أسسنا عليها هذا التقليد الجميل لعيد الصحفيين المغاربة الذي يدخل ولله الحمد سنته الثامنة، أثمرت هذه اللحظة الإحتفالية التي نتشوق لها جميعا كل سنة، كيف لا وهي اللحظة التي تتجمع فيها كل رموز الإبداع والعطاء في هذا الوطن المعطاء، لنكرم قامات إعلامية وأساطير أعلت شأن الرياضة الوطنية ولنكرم أبطالا أبلوا البلاء الحسن ولنحفز فرسان الكلمة من أجل المضي قدما في دروب العمل والإبتكار.
أيها السيدات والسادة أيها الحضور الكريم
إن اقتران عيد الصحفيين الرياضيين المغاربة الذي نسعد بتنظيمه في هذا الفضاء الإحتفالي الشاهد على إبداعات أبناء هذا الوطن، مع سعي المغرب الحثيث لتحقيق مشروع الأمة وربح رهان القارة، ليلزمنا جميعا كل من موقعه، بضرورة التعبير عن الإجماع الوطني حول أحقية المغرب بتنظيم نهائيات كأس العالم لسنة 2026، فقبل أن يذهب المغرب معتمدا على جاذبية ملفه ليكسب أصواتا تنجح مسعاه الخامس بإذن الله، فهناك حاجة ماسة لكي نلتف جميعا عبر كل الأنسجة ومؤسسات المجتمع المدني، للتعبير بلسان واحد عن حماسنا الكبير لكي تكون بلادنا مستضيفة لكأس العالم لكرة القدم خلال 8 سنوات من الآن، مع ما سيحققه ذلك لبلادنا من طفرات نوعية على كافة المستويات، لهذا كله ولغيره من قيم المواطنة ومن منافع مهنية يحققها وجود إعلامنا في صلب أحداث رياضية بمثل هذه الكونية، فإننا نتشرف بأن يكون هذا العيد منظما تحت شعار «جميعا من أجل استضافة المغرب لكأس العالم 2026».
السيدات والسادة.. أيها الحضور الكريم
لم يفتنا في نسخ سابقة لهذا العيد، أن نقف منتقدين ومحبطين للتراجع الحاصل على مستوى حصادنا الرياضي في كبريات الأحداث الرياضية العالمية والقارية، وعددنا لذلك الكثير من المسببات الموضوعية، وكانت دعوتنا صادقة لكل مكونات الرياضة الوطنية لمزيد من العمل في العمق باستحضار الحكامة الجيدة والتدبير الإحترافي والتأهيل القاعدي، لتتمكن الرياضة الوطنية من التعبير بشكل جيد عن ممكناتها البشرية وعن مخزوناتها الإبداعية الطبيعية، من دون أن نقصي أنفسنا كإعلاميين من هذا المعترك الوطني، ولذلك وجب من باب النزاهة الفكرية أن ننوه بالعمل الكبير الذي قامت به بعض الجامعات الوطنية ليثمر ذلك عودة تدريجية للرياضة الوطنية لواجهة الأحداث وبخاصة رياضة كرة القدم التي شهدت العديد من الإنجازات الكبيرة، وفي مقدمتها تأهل فريقنا الوطني لكأس العالم روسيا 2018 بعد غياب دام عشرين سنة، بالإضافة طبعا لتتويج نادي الوداد البيضاوي بلقب عصبة الأبطال الإفريقية بعد أن غاب هذا اللقب عن كرة القدم الوطنية لمدة ناهزت 19 سنة، دون أن ننسى تتويج المنتخب المغربي بلقب بطولة إفريقيا للاعبين المحليين الأول من نوعه منذ إحداث هذه البطولة سنة 2009.
وعلى مستوى كرة السلة تمكن نادي جمعية سلا من تحقيق لقب قاري انتظرته السلة الوطنية طويلا، ولا يفوتنا هنا أيضا أن ننوه بالإنجازات التي تحققت لكل من البطلين سفيان البقالي وسناء أكلمان والتي أهلتهما بإجماع كافة الزملاء الإعلاميين الرياضيين لكي يحصلا معا على لقب أفضل رياضي وأفضل رياضية لسنة 2017.
السيدات والسادة أيها الحضور الكريم
إن اعتزازنا لكبير بأن نواصل على هدي موروثنا الإنساني، الإحتفاء بالقامات الإعلامية الوطنية التي ساهمت على مدى عقود من الزمن في تأريخ الحركة الرياضية الوطنية بل وأسهمت من خلال الأجناس الصحفية التي تنشط فيها، في الكثير من الإنجازات التي تحققت للرياضة الوطنية.
إن وقفة الوفاء والعرفان هاته، لا يمكنها على روعتها وتاريخيتها ونبلها أن تكافئ هذه المعالم الصحفية على الخدمات الجليلة التي أسدتها للصحافة وللرياضة بوجه أعم، وإذ ندعو لها بطول العمر فإننا بالمناسبة نترحم على كل الزملاء الإعلاميين الذين غادرونا هذه الأيام لدار الخلد والبقاء.
وبنفس مشاعر الإعتزاز سنعمل اليوم على تحفيز صحفيين واعدين، أجمع كل زملائي أعضاء المكتب التنفيذي على أنهما يقدمان إشارات قوية على المهنية العالية والطموح القوي لفرض الذات ولكسب مكانة محترمة في المشهدين الإعلامي والرياضي، وهي مناسبة أيضا نحيي من خلالها كل الطاقات الشابة التي انضمت لعائلتنا الصحفية الرياضية الكبيرة يملؤها الشغف ويحدوها طموح كبير من أجل فرض الذات.
وسيملأ هذا الفضاء عبق تاريخي جميل عندما يحين موعد تكريم الأساطير، فبالنظر إلى أن سنة 2018 هي سنة كأس العالم، فقد إرتأينا أن نحتفي بنجوم انتموا للأجيال الأربعة التي مثلت المغرب في المونديالات الأربعة التي شهدت إطلالات جميلة لأسود الأطلس.
أيها السيدات والسادة أيها الحضور الكريم
دعوني أجدد لكم شكري الكبير والعميق لكم على حرصكم كل سنة بالتواجد معنا في هذه الإحتفالية الجميلة، ومن خلالكم أود أن أجزل الشكر لإدارة المسرح الوطني محمد الخامس مديرا وأطرا ومستخدمين ولشركاء النجاح، اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، المغربية للألعاب والرياضات ومؤسسة العلالي وكافة المتعاطفين سائلا الله عز وجل أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد والتوفيق لنساهم جميعا في رقي وازدهار الرياضة الوطنية بهدي وتوجيه من عاهلنا المفدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
شكرا على حسن الإصغاء والسلام عليكم ورحمة منه تعالى وبركاته. 

نشرت في أخبار