ندوة «الإستراتيجية الوطنية حول الرياضة.. الحصيلة والآفاق»
كلمة رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
معالي وزير الشباب والرياضة السيد رشيد الطالبي العلمي
السادة رؤساء الجامعات الرياضية الوطنية أو من ينوب عنهم
السيد مدير المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة
الفاعلون الرياضيون، الأساتذة الباحثون وطلبة أسلاك الماسترز
زميلاتي وزملائي أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية
زميلاتي وزملائي الإعلاميين الرياضيين
أيها الحضور الكريم
هي ذاتها مشاعر الغبطة والسرور التي ما فتئت تنتابنا كلما التقينا بأطياف العائلة الرياضية الوطنية، تلك التي نستشعرها اليوم ونحن نلتحم مجددا بكافة مكونات المشهد الرياضي الوطني، إذ تدعو الجمعية المغربية للصحافة الرياضية إلى هذه الندوة العلمية التي تسائل المرفق الرياضي حول مآل الإستراتيجية الوطنية حول الرياضة، التي انبثقت من مخرجات وتوصيات المناظرة الوطنية حول الرياضية المنعقدة سنة 2008 وكانت لها الرسالة الملكية السامية الموجهة لذاك التناظر الوطني والتاريخي، خير نبراس ونعم الزاد، بالنظر لما حفلت بها من توجيهات تأسست على دراسة نقدية بالغة الدقة والموضوعية لحقائقنا الرياضية في تلك الفترة.
إن هذه الندوة العلمية بكل دلالاتها ومراميها وأهدافها، هي أولا ثمرة لشراكة موغلة في القدم بين الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ووزارة الشباب والرياضة، شراكة أجزل الشكر والإمتنان للسيد رشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة على حرصه، أن يعطيها دينامية جديدة لتثمين الأدوار التي يمكن أن يلعبها الإعلام في هيكلة المرفق الرياضي.
والندوة ثانيا هي فضاء للنقاش والتداول العلمي بشأن تدبيرنا للمرفق الرياضي، وهي مساءلة صريحة وموضوعية للذي تم إنجازه وما لم يتم إنجازه عند تنزيل الإستراتيجية الوطنية حول الرياضة، التي انقضت عشر سنوات على صياغتها، كما أنها تتحرى عن رؤية جرى تصميمها قبل عقد من الزمن ومن المفترض أن تبلغ مداها سنة 2020.
والندوة ثالثا هي تفعيل لإيمان وثقة الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، بأن لا أمل في أي عمل رياضي وطني باستراتيجياته ورؤاه وأوراشه، إذا لم يكن البحث العلمي هو الأوكسجين الذي يتنفس منه العمل الرياضي، بل الغذاء الذي يتغذى به، لذلك فإن اختيارنا أولا للمعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة وتأسيس هذه الندوة العلمية ثانيا على بحوث أكاديمية أنجزها طلبة السنة الثانية لسلك الماسترز في شعبة «التدبير والحكامة في المجال الرياضي» حول المحاور والأضلاع الستة للإستراتيجية الوطنية حول الرياضة، هو تكريم للعلم أولا وتأكيد ثانيا على أن المقاربة العلمية والأكاديمية للإشكالات الرياضية الكبرى، هي أنجع الوسائل لضبط الإختلالات وحصر نواحي القصور في العمل الرياضي.
وهذه الندوة العلمية التي تدعو لها الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، على غرار عشرات التناظرات التي دعت إليها منذ تأسيسها قبل 48 سنة، هي تمثل للأدوار المناطة بالصحافة الوطنية في مرافقة ومشاركة الفعل الرياضي الوطني وتنزيل لقوتها الإقتراحية واستجابة كاملة لما خص به صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله الإعلام في الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة المنعقدة بالصخيرات يومي 23 و24 أكتوبر 2008، عندما قال: «ولا يفوتنا في هذا المقام، التأكيد على دور الإعلام الرياضي في النهوض بهذا القطاع، باعتباره شريكا لا مندوحة عنه في نهضته المنشودة.
لذلك ندعو الإعلام الرياضي إلى التعاطي مع الشأن الرياضي بكل مسؤولية وحرية وبموضوعية واحترافية، وكل ذلك في التزام بأخلاقيات الرياضة والمهنة الإعلامية، بحيث ينتصر هذا الاعلام الوطني دوما للنهوض بالرياضة والمثل السامية التي تقوم عليها». انتهى كلام جلالة الملك.
والجمعية المغربية للصحافة الرياضية، إذ تفخر بإسهاماتها التاريخية في توجيه ونقد الحركة الرياضية الوطنية، انتصارا للمثل السامية التي قامت عليها الجمعية مع جيل الرواد للنهوض بالرياضة الوطنية، وكان منها مشاركتها النوعية في أشغال المناظرة الوطنية حول الرياضة سنة 2008، وكذا التناظر الذي دعت إليه سنة 2010 بشراكة مع الوزارة الوصية، حول مضامين قانون التربية البدنية والرياضة 30-09، ومشاركتها بمعية الجامعات الرياضية في الحراك الوطني الذي أفضى إلى دسترة الحق في الرياضة في دستور 2011، وما إلى ذلك من ندوات ولقاءات إشعاعية وحضور وازن في الجمعيات الدولية والقارية والعربية المختصة بالصحافة الرياضية.
إزاء كل هذا فإن الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ستظل ثابتة على المبدأ وعلى القيم، وستمضى قدما في لعب الأدوار المناطة بها، سائلة كل أطياف العائلة الرياضية الوطنية التقيد بالمشتركات واحترام الإختصاصات وتيسير السبل الموصلة إلى المعلومة باعتبارها حقا دستوريا.
ويلزمني هذا النجاح الملفت لندوتنا وقد تيسرت له كل السبل لذلك، بأن أتوجه باسم زملائي داخل المكتب التنفيذي بخالص الشكر للسيد وزير الشباب والرياضة، ولزميلي الأستاذ عبد الرزاق العكاري مدير المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة، وللطلبة الباحثين الذين أنفقوا وقتا ليس باليسير ووظفوا ملكاتهم ومكتسابتهم العلمية، لإنجاز البحوث التي سنطلع على فحواها ومضامينها، والشكر موصول أيضا للأستاذ عزيز شهير الذي أطر كل هذه البحوث، والشكر لكم أنتم من تتفاعلون على الدوام، مع مبادراتنا الهادفة لتقويم وإصلاح وهيكلة الرياضة الوطنية لتكون رافعة من رافعات تنمية هذا الوطن الذي نعتز بالإنتماء إليه وندود عن حماه، ونتطلع مع ملكه حفظه الله، لأن نكون في مستوى التحديات التي تواجه الرياضة الوطنية لتستجيب لانتظارات الجماهير.
شكرا على حسن الإصغاء
والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته.
بدرالدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية
الرباط في: الجمعة 15 فبراير 2019