كلمة السيد بدر الدين الادريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية

كلمة السيد بدر الدين الادريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الزميل الأستاذ يونس مجاهد رئيس المجلس الوطني للصحافة
الزميل الأستاذ عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية
أبطالنا ونجومنا الرياضيون مفاخر هذا الوطن..
زملائي أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية
الزملاء رؤساء وممثلو المندوبيات الجهوية للجمعية المغربية للصحافة الرياضية 
الزملاء ممثلو الأجهزة الإعلامية المنخرطة بالجمعية 
زميلاتي زملائي الإعلاميين الرياضيين
السيدات والسادة حضور هذا المؤتمر مع حفظ الألقاب..
تغمرني إسوة بكل زملائي أعضاء المكتب التنفيذي وكافة مكونات الجسم الإعلامي الرياضي الوطني، سعادة غامرة ونحن نسعد بتشريفكم لنا في هذه المحطة المهمة من المحطات التاريخية لجمعيتنا العتيدة، والتي قدر لها أن تكون في مستهل سنة 2023 جعلها الله طالع يمن وسعد وخير وبركة، بعد أن ودعنا سنة 2022 وقد كان خلالها مغربنا على موعد مع حلقات موصولة من الإحتفال بإنجازات وملاحم رياضية صاغها أسود وأبطال هذا الوطن، نحن لهم جميعا شاكرون وممتنون، وعلى استدامتها مسؤولون، كعائلة رياضية وطنية تعيش تحت سقف واحد بحلم واحد ورهان واحد هو تشريف المغرب في كل المحافل الرياضية الدولية والعربية والقارية، وما ذلك بعزيز علينا جميعا..
وإذا كنا نكبر عاليا ونثمن كل الإنجازات الرياضية التي تحققت خلال السنة المنقضية، لمنتخباتنا وأنديتنا وأبطالنا، فإننا نقف بكل اعتزاز عند الحدث التاريخي المتمثل في وصول المنتخب المغربي لكرة القدم للدور نصف النهائي لكأس العالم، كأول منتخب إفريقي وعربي يعبر نحو مربع الأقوياء في العالم، دليلا على النبوغ المغربي أولا وعلى قوة الإرادة والثقة في القدرات ثانيا وعلى أن هناك مسلكا واحدا لتحقيق النجاح هو مسلك العمل القاعدي، المهيكل والإحترافي.
ولأن الإعلام كان على الدوام شريكا بل وجناحا قويا للرياضة، من دونه لا تستطيع أن تحلق في فضاء النجاح، فإننا داخل الجمعية المغربية للصحافة الرياضية نهنئ أنفسنا بالأداء المهني الملتزم والجاد الذي واكب ملحمة منتخبنا الوطني في كأس العالم 2022، بقطر، بل وكان الوقود المحرك لحلمنا الجماعي، وأنا هنا لا أتستر على ما شاب هذا الأداء من اختلالات نعرف لها جميعا مصدرا وجحرا، إلا أنني أنظر لتلك الخروقات على أنها ممارسات معزولة، لا يمكن التعامل معها بالقولة المأثورة، كم من حاجة قضيناها بتركها، بل إنها ستكون إن شاء الله موضوع بحث عميق لتفادي حدوثها وتكرارها في القادم من مواكبات إعلامية للتظاهرات الرياضية الكبرى.
السيدات والسادة أيها الحضور الكريم
تصل الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بعمقها التاريخي وبمرجعياتها المهنية وحمولاتها القيمية، إلى واحدة من محطاتها التاريخية، إلى مؤتمرها الوطني الذي شكل منذ سنة التأسيس عام 1971 محطة بارزة لرسم معالم الطريق لإعلامنا الرياضي الوطني في حفاظه على الثوابت المهنية التي ترسخها مؤسساتنا الوصية على الإعلام وفي انتصاره للقيم المهنية والأخلاقية وفي تشبعه الكامل بروح المواطنة، ونحن كسيدات ورجال الإعلام منشغلون بحاضر ومستقبل المهنة في ظل المتغيرات الكبرى التي تعرفها صناعة الإعلام، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمس جوهر وفلسفة وكنه الإعلام، ولا أن تبخس نضالات الرواد والسلف من أجل إضفاء النبل والشموخ والتفرد على مهنة الصحافة.
وفي اختيارنا لمؤتمرنا الوطني هذا شعار «تكريس المهنية، قاعدة لصحافة رياضية مواطنة»، ما يبرز انشغالنا جميعا بالوضع الحالي الذي يوجد عليه الإعلام الرياضي، الملتصق التصاقا كبيرا بالرياضة باعتبارها أحد أكبر مفاصل تنمية وإشعاع المغرب، الإنشغال الذي يقول بوجوب إطلاق ورش هيكلة وتأطير الصحافة الرياضية بمختلف شعبها وأجناسها، ومصادرة الشتات ومناهضة كل أشكال التمييع والرداءة والإنتصار للمهنية والإستقلالية.
إن الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، تنظر للمرحلة الراهنة، على أنها مرحلة فاصلة بل ومفصلية، مرحلة تحتاج من كل القامات الصحفية ومن كل المؤسسات الرياضية والإعلامية الحاضنة، إلى الإنخراط في مشروع التقويم والهيكلة والرسكلة لتأطير جيل الإعلاميين الشباب الذين يقبلون بكثافة على الصحافة الرياضية، وللحيلولة دون مزيد من الشرخ والإنعزالية، والجمعية على ثقة من أن هذه الرهانات جميعها، هي رافعات العمل الهيكلي والتقويمي الذي تؤمن به مؤسساتنا الوطنية، من قطاع للرياضة إلى مجلس وطني للصحافة إلى فيدرالية مغربية للصحافة الوطنية إلى فيدرالية الناشرين، لذلك فإن أي إستراتيجية وطنية للإرتقاء بالأداء المهني للصحافة الرياضية، لابد وأن تكون لها كل هذه المؤسسات مع المعاهد الوطنية المتخصصة في تكوين الصحفيين حاضنا وموجها.
أيها السيدات والسادة  
لا هي شكوى ولا هو أنين، ولا هو رثاء ولا هو موال حزين، إنما هو رجاء تفرضه الأمانة بكل يقين، هو رجاء تلزمنا قيمنا المهنية وبلزمنا العمق التاريخي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية، بأن نطلقه من خلال هذا المؤتمر، لعله يحرك المياه الآسنة، ويدفعنا جميعا إلى تطويق ما قلت عنها في البداية، حوادث معزولة قد تصبح في حال تجاهلها هي القاعدة، وتكون المهنية والتخلق بأخلاقيات المهنة هي الإستثناء.
إن قيمة العمل هي من صدق النوايا، ونيتنا جميعا خالصة لأن نحصن مهنة الإعلام ونجعلها عصية على المتطفلين والمنتحلين للصفة والمتهافتين عليها، وما ذلك علينا جميعا بعزيز، وإن يعلم الله في قلوبنا خيرا يؤتنا خيرا وما توفيقنا إلا بالله.
ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فإن الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، لن تفوت فرصة انعقاد هذا المؤتمر مع نهاية ولاية مكتبها التنفيذي الحالي، دون أن تتقدم لكافة شركائها وداعميها بالشكر الجزيل المقرون بعبارات التقدير والإمتنان، آملين أن نستحق ثقتهم وأن يتواصل دعمهم، ونخص هنا بالذكر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية والمغربية للألعاب والرياضات.
شكرا لأبطالنا الرياضيين ولشركائنا الداعمين ولضيوفنا المميزين.
شكرا على حسن الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

نشرت في أخبار