كلمة رئيس الجمعية خلال الحفل الإفتتاحي للجمع العام
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي وزير الشباب والرياضة السيد لحسن سكوري
السيد نورالدين بنعبد النبي الكاتب العام للجنة الوطنية الأولمبية المغربية
السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم
السيد محمد كيماخ المدير التنفيذي لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير
السيد يونس المشرافي المدير العام للمغربية للألعاب والرياضات
السيد عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية
السادة المدعوون
زملائي أعضاء المكتب التنفيذي
السادة رؤساء المندوبيات الجهوية
زملائي المؤتمرين، الحضور الكريم
تغمرنا سعادة كبيرة ونحن نتشرف بحضوركم هذا الحفل الذي يفتتح الجمعين العامين الإسثتنائي والعادي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية، وهو حضور يجسد بحق عمق ومثانة الروابط التي تصل الصحافة الوطنية بمحيطها الرياضي، كما أنه تعبير عن حجم الثقة الموضوعة من قبلكم ومن قبل كافة المؤسسات الوصية على المشهد الرياضي الوطني في الجمعية المغربية للصحافة الرياضية التي نذرت نفسها منذ 44 سنة من أجل تأطير وتوجيه ودعم الحركة الرياضية ببلادنا.
ولأن الشكر يقترن بالعرفان وبالتذكر فإنني أدعوكم إلى قراءة الفاتحة ترحما على من يفتقدهم اليوم المشهد الإعلامي والرياضي، على إعلاميين ورياضيين رحلوا عنا إلى دار البقاء تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جنانه وجازاهم عنا خير الجزاء.
ضيوفنا الأكابر السادة الحضور
تصل الجمعية المغربية للصحافة الرياضية اليوم إلى واحدة من أهم محطاتها التاريخية متمثلة في التئام كافة مكوناتها من أجل مساءلة المكتب التنفيذي الذي أأتمن على إرث وموروث الجمعية على حقيقة ما أنجز في ولايته الأخيرة ومن أجل الوقوف على ما أنجز في السنوات الست التي إنقضت ومن أجل إستشراف الأفق القادم بما يزيد من تعزيز مكانة الجمعية المغربية للصحافة الرياضة داخل المشهد الرياضي الوطني وبما يفعل بشكل أفضل قوتها النقدية والإقتراحية على حد سواء.
وإذا كان هناك من نجاح ينسب للمكتب التنفيذي ولكافة مكونات العائلة الصحفية الرياضية الوطنية والذي نجد له صدى في العديد من المبادرات التي أنجزت وهدفت بالأساس إلى تقويم وهيكلة المشهد الرياضي، فإنه نجاح يعود الفضل فيه لرب العالمين ولروح العمل الجماعي التي طبعت إشتغال المكتب التنفيذي ولكل المؤسسات الراعية والداعمة التي توجهت بمقاربة جديدة تقوم على تبادل المنفعة إلى إحتضان كل المبادرات التي أسست لها الجمعية، وهو ما يؤكد أن الأسرة الرياضية الوطنية بكل مكوناتها قد تختلف في الرؤى الإختلاف الذي لا يفسد للمصلحة الوطنية قضية، ولكنها تتوحد في خدمة القضايا الرياضية بكثير من نكران الذات.
ضيوفنا الأجلاء ايها الحضور الكريم
لقد فتحت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية خلال الولاية المنتهية أكثر من جبهة لتفعيل قوتها الإقتراحية والنقدية والتوجيهية، فدعت إلى تناظر غاية في الأهمية سنة 2010 تجمعت فيه كل القوى الحية لتعميق القراءة في مضامين قانون التربية البدنية والرياضة 30-09 وقدمت لرؤية نموذجية ولمقاربة عملية من أجل أن تتصدر الرياضة قطار الجهوية الموسعة الذي إنطلق بتوجيهات ملكية سامية وانخرطت في الحراك السياسي الذي شهده المغرب سنة 2011 من أجل تحيين الدستور المغربي، والحمد لله أنها نجحت مع جامعات رياضية بعد نضال كبير في إقرار الحق في ممارسة الرياضة في دستورنا المحين الذي يعتبر اليوم من أكثر الدساتير العالمية تقدما وتطورا.
ولأننا قدرنا جيدا قيمة المجهود الذي يجب أن يبذل من أجل ربط الديبلوماسية الرياضية المتطورة بالتواجد المغربي في مراكز القرار داخل مختلف المؤسسات الوصية على الإعلام والرياضة عالميا، فإن الجمعية المغربية للصحافة الرياضة التي لها مرجعية دولية وعربية وقارية، ذهبت إلى تفعيل هذا التواجد بحرص كامل على أن تتبوأ الكفاءة المغربية المكانة التي تستحقها في مراكز القرار الرياضي دوليا وعربيا وقاريا، فنجحت ولله الحمد في الفوز لأول مرة وبإجماع غير مسبوق بعضوية المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للصحافة الرياضية خلال المؤتمر السادس والسبعين الذي إنعقد سنة 2013 بسوتشي من خلال زميلنا نائب رئيس الجمعية جلال بوزراراة وزكت حضورها الوازن في الإتحادين العربي والإفريقي للصحافة الرياضية بالتواجد في منصبين رفيعين داخل الإتحادين معا من خلال رئيس الجمعية ومن خلال نائب الرئيس الزميل مراد المتوكل، ويتيح هذا التواجد النوعي والكيفي كل الفرص لتحقيق أكبر إستفادة ممكنة للصحفيين الرياضيين المغاربة.
ضيوفنا الأكارم الحضور الكريم
لست هنا بصدد عرض تفصيلي للأنشطة التي قامت بها الجمعية في الولاية المنتهية، فذاك أمر يحتاج لوقت طويل نحمد الله أننا إختزلناه بإصدار كتيب ستطلعون عليه وهو يمثل إنعطافة كبيرة في تاريخ التوثيق والتأريخ لسنوات العمل داخل الجمعية، ولكنني أؤكد على أننا داخل الجمعية حاولنا ملامسة كل الجوانب التي تتصل بهوية الجمعية وبمرجعيتها وبالأدوار المناطة بها، قد نكون نجحنا في بعضها وقد نكون أخفقنا في بعضها الآخر، ولكن المؤكد أننا سعينا بالملكات وبالمرجعيات الإعلامية وبالمورث الفكري الذي ننهل منه إلى ربط الصحافة بالمشهد الرياضي الوطني، الربط الإيجابي الذي يحفظ الكرامة ويعزز قيمة وأهمية النقد لتطوير الأداء ويدافع عن استقلالية الصحافة التي من دونها لا يمكن أبدا أن ترتقي الحركة الرياضية إلى المستويات التي ننشدها جميعا ويرضى عنها عاهل البلاد المفدى جلالة الملك محمد السادس، لذلك من واجبي مع الإعتراف لأهل الفضل بالفضل ومع تقديم وافر الشكر وأعمقه لمن خصنا بالدعم أكان ماديا أو معنويا، أن أنبه إلى ضرورة تعميق الحوار والنقاش الوطنيين بين كل مكونات الفعل الرياضي من أجل تمكين الصحافة من كافة الآليات وبخاصة من مناخ الثقة لكي نبرز وننتصر للإحترافية الكاملة وللموضوعية وللنزاهة في التعاطي بحرفية وبإيجابية مع الشأن الرياضي، ونحتاج للوصول إلى هذا الأمر إلى المراهنة على التكوين وعلى التخصص وعلى الصدقية والمهنية في بناء العلاقات بين الإعلاميين وبين كافة المتدخلين في المشهد الرياضي باعتماد سياسة اليد الممدودة وبانتهاج أسلوب متطور للإنفتاح والتواصل مع المحيط.
إن خيار الوصول إلى رياضة مهيكلة ومقننة وقائمة على الحكامة الجيدة وعلى الديموقراطية في بناء المؤسسات، هو خيار إستراتيجي لا بديل عنه، وللوصول إليه لا بد من إستحضار كل العناصر المساهمة في الفعل الرياضي وفي مقدمتها الصحافة الرياضية، والجمعية المغربية للصحافة الرياضية التى حرصت على نبذ التفرقة والتشردم وتوحيد الجهود من خلال علاقة شركة وتعاون مع الرباطة المغربية للصحفيين الرياضيين، ما فتئت تطورها وتدعمها، إن الجمعية مستعدة مع كل الشركاء لكي تنخرط في كل عمل قوامه وأساسه الرقي بالحركة الرياضية الوطنية.
ختاما باسم زملائي داخل المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية وباسم كافة منخرطي الجمعية وباسمكم أيها الحضور الكريم نجدد شكرنا العميق لكل المؤسسات المواطنة التي من دون دعمها المادي واللوجيستيكي والمعنوي، ما كان لكل الأنشطة التي قمنا بها بحسب ما سمح به جهدنا ووقتنا أن ترى النور، ومع الشكر نلتمس منهم أن يظلوا أوفياء لكل الوقفات الرائعة التي وقفوها مع الجمعية المغربية للصحافة الرياضية.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في محكم الكتاب:
«إن أريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب».
صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة منه تعالى وبركاته.
بدرالدين الإدريسي
رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية
الرباط في: 10 دجنبر 2015