الجمعية المغربية للصحافة الرياضية إحتفت باليوم العالمي
أي إسهام للإعلام في الرقي بمنظومة الإحتراف؟
الإستقلالية والإلتزام شرط لتطوير الأداء الإعلامي
شكل موضوع مساهمة الإعلام في تنزيل المشروع الاحترافي للرياضة الوطنية، محور ندوة نظمتها الجمعية المغربية للصحافة الرياضية يوم الإثنين 4 يوليوز 2016 بقاعة الندوات للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط تخليدا لليوم العالمي للصحافة الرياضية الذي يحتفى به دوليا كل يوم ثاني يوليوز من السنة.
وذكر رئس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، بدر الدين الإدريسي، في كلمة إفتتاحية، «أن برمجة هذه الندوة التي تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحافة الرياضية (2 يوليوز)، الذي أقره الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية، تعتبر مناسبة لكي يقف سيدات ورجال الإعلام الرياضي وقفة تأمل واستقراء وافتحاص للمستويات التي بلغتها الصحافة الرياضية في توجيه وتأطير ونقد الحركة الرياضية بموضوعية ونزاهة فكرية وبإستقلالية ضامنة للحرية المؤطرة وبالتزام كامل بأدبيات وأخلاقيات مهنة الصحافة».
وأضاف رئيس الجمعية: «إن الإحتفال باليوم العالمي للصحافة الرياضية على رمزيته يمثل مناسبة لكي نرصد كل الإختلالات الوظيفية التي تلازم مواكبة الصحافة للمشهد الرياضي الوطني وتفرمل كل قدرة على التأثير الإيجابي في هذا المشهد، وقد كرست الجمعية المغربية للصحافة الرياضية كثيرا من المناسبات لكي تنبه إلى ضرورة الحد من هذه الإختلالات حتى لا تتفاقم وتستشري وتتعاظم فتتسبب في تعميق الهوة بين الصحفيين وبين المشهد الرياضي الوطني ممثلا في كل مؤسساته من جامعات ونواد».
وانتهى بالتأكيد على أن إختيار الجمعية محور «إسهام الإعلام الرياضي في الرقي بمنظومة الإحتراف، لهذه الندوة التي يسهم فيها نخبة رياضية وإعلامية وأكاديمية مرموقة، لتكون لغة للإحتفاء بالعيد العالمي للصحافة الرياضية، فإننا أردنا من ذلك التأكيد على الأدوار المناطة بالجمعية المغربية للصحافة الرياضية وبحليفها الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين كقوة نقدية واقتراحية هاجسها الأوحد هو المساهمة فعليا في توجيه وتأطير الحركة الرياضية الوطنية، كما نزعنا في ذلك للتأكيد على إستراتيجية وأهمية تنزيل المشروع الإحترافي كنمط متقدم في حركية المشهد الرياضي الوطني من أجل بلوغ المستويات العالية».
ويندرج اختيار تيمة هذه الندوة التي أدارها رئيس لجنة الأخلاقيات بالجمعية المغربية للصحافة الرياضية، سعيد زدوق، في إطار احتفال الجمعية باليوم العالمي للصحافة الرياضية، والتذكير بدورها إلى جانب الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين كقوة نقدية واقتراحية تؤطر الحركة الرياضية الوطنية، إضافة إلى التأكيد على أهمية تنزيل المشروع الاحترافي، وفي إستهلال له وضع الزميل سعيد زدوق سؤال محوريا حول طبيعة العلاقة القائمة بين الصحافي الرياضي والمسير الرياضي، هل هي علاقة تصادم أم علاقة تكامل، وأكد على أن الإعلامي يقوم بدور الوساطة بين الرأي العام والمتدخلين في الشأن الرياضي، وأن مصلحته هي أن يعيش في ظل النتائج وليس في كنف المشاكل.
وتوخى هذا اللقاء استعراض المشاكل التي تطبع العلاقة بين الصحافة والمشهد الرياضي الوطني، وكذا إبراز الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في عملية تنزيل المشروع الاحترافي، باعتباره رافعة رئيسية لتطوير الرياضة الوطنية.
وحدد السيد عبد المالك أبرون نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس نادي المغرب التطواني المسافة التي يجب أن تفصل الإعلامي عن المسير الرياضي بما يضمن إستقلالية الإعلامي وبما لا يصيب الإحترام بين الطرفين بأي شرخ، وشدد على أن إيجابية العلاقة بين الإعلامي والمسير الرياضي تكمن في أن يوفر المسير الرياضي للإعلامي كل الإمكانيات العملية التي تيسر الوصول للمعلومة وتضمن مواكبة المباريات الرياضية في أجواء مهنية، وتكمن أيضا في أن يلتزم الإعلامي بأخلاقيات المهنة فيستقي أخباره من مصادرها ويبتعد قدر الإمكان عن الإشاعة التي تثير البلبلة وتهدم المصداقية.
وذكر السيد أبرون بالمجهود الكبير الذي تبذله الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل مأسسة قسم الإعلام والتواصل داخل الجامعة لضمان سهولة أكبر في الوصول إلى المعلومة، كما نوه بالمجهودات التي تقوم بها الأندية بحسب إمكانياتها من أجل تطوير لجانها الإعلامية مؤكدا على أن هناك عملا كبيرا لا بد وأن ينجز للوصول إلى أفضل تنظيم إعلامي ممكن خلال المباريات الرياضية، مبديا كامل الإستعداد للإنخراط مع الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين من أجل هيكلة وتطوير القسم الإعلامي داخل منظومة عمل الأندية.
ونوه السيد عبد المالك أبرون بالدور الكبير الذي يقوم به الصحافيون الرياضيون برغم العراقيل التي يجدونها في الملاعب كغياب منصة لائقة بالصحافيين في بعض الملاعب أو تعرضهم للمضايقات، وندد بكل التصرفات التي تسيء لعمل الصحافي الرياضي وقال بأنه لا يجوز التصادم معه لكونه جزء مهم من منظومة الإحتراف ولكونه صلة الوصل بين الفاعلين الرياضيين والرأي العام الوطني.
السيد عبد المالك أبرون في ختام كلمته أكد بأن الجامعة مستعدة للإنخراط في كل خطوة بناءة تريدها الجمعية المغربية للصحافة الرياضية لمواكبة المشروع الإحترافي.
وفي مداخلة حول موضوع «إعمال مبدأ الإستقلالية في العلاقة بين الصحفي والمتدخلين»، سلط الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والإتصال، الدكتور عبد اللطيف بن صفية، الضوء على مفهوم الإستقلالية والمكانة التي تحتلها في الممارسة الصحفية وطرح إزاء ذلك العديد من الأسئلة المفاهيمية وأفاض في تقديم أجوبة أكاديمية، داعيا إلى عقد شراكات بين الصحفيين الرياضيين في إطار احترام مقتضيات الميثاق الإعلامي الذي يجب أن يكون مصاغا بتشارك كامل مع الهيئات الراعية للصحافة الرياضية للوصول به إلى مستويات راقية ولضمان حد أعلى للإلتزام به.
وشدد الأستاذ بن صفية على أن هناك مسافة فاصلة بين أفستقلالية والإلتزام، إستقلالية الصحافي الضامنة لولائه لأخلاقيات المهنة والإلتزام بالخط التحريري للمؤسسة الإعلامية التي بتعاقده معها يكون قد وقع على شرط الإلتزام، وعرض لجوانب التأثير المباشرة وغير المباشرة للنتائج الرياضية على عمل الصحفي الرياضي.
من جهته، أكد مستشار التواصل بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الزميل محمد مقروف في مداخلة حول «انفتاح أندية كرة القدم ومدى احترام مقتضيات الميثاق الإعلامي»، أن الجامعة اعتمدت مقاربة جديدة في تدبير علاقاتها مع الإعلام وتعبئة النوادي لإبراز أهمية وضع ميثاق إعلامي والتنصيص عليه في دفتر تحملات النادي والجامعة.
وأشاد الزميل مقروف، بهذه المناسبة، بالجهود التي تبذلها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لبلورة ميثاق إعلامي بالمواصفات المتعامل بها عالميا، وتأسف لوجود عناصر خلل في تدبير الماوكبة الإعلامية للمباريات الوطنية في لعض الملاعب التي ما زالت تفتقد للتجهيزات الأساسية، مبرزا ضرورة أن يبدي الإعلاميون الرياضيون تعاونا ومرونة من أجل تجاوز هذا الخلل وتصحيحه، معاتبا بعض الصحفيين الذين لا يتقيدون باللوائح المنظمة للمباريات مخالفين الأعراف الدولية. وأشاد الزميل مقروف بالنجاح الذي حققته الجامعة بإلزام المدربين بالتواجد في الندوات الصحفية التي تعقب المباريات ليكونوا تحت تصرف وسائل الإعلام، وانتهى بالتأكيد على أن الجامعة مستعدة للتعاون مع الجمعية المغربية للصحافة الرياضية للتصدي للإختلالات التي تعرقل ممارسة المهنة.