كلمة رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية في اليوم العالمي للصحافة الرياضية
زملائي أعضاء المكتب التنفيذي
الزميلات والزملاء الصحفيون الرياضيون
ضيوفنا الأعزاء الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركاته
سعداء بأن نلتقيكم في هذه الأيام المباركة، في هذا الشهر الفضيل، شهر التقوى والمغفرة، الشهر الذي أنزل فيه الله عز وجل القرآن هدى ورحمة للناس، نسأل الله أن يتقبل منا العبادات والطاعات ويعيد علينا شهر رمضان أعواما وأعواما ونحن ننعم بنعمة الأمن والأمان ونرفل في حلل الصحة والعافية.
إن شرط إلتئام هذه الندوة الوطنية، مناسبة عزيزة علينا كإعلاميين، فقد إحتفلت أسرة الصحافة الرياضية في كل دول المعمور يوم الثاني من يوليوز بالعيد العالمي للصحافة الرياضية الذي أقره الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية مناسبة لكي يقف سيدات ورجال الإعلام الرياضي وقفة تأمل واستقراء وافتحاص للمستويات التي بلغتها الصحافة الرياضية في توجيه وتأطير ونقد الحركة الرياضية بموضوعية ونزاهة فكرية وبإستقلالية ضامنة للحرية المؤطرة وبالتزام كامل بأدبيات وأخلاقيات مهنة الصحافة.
والإحتفال باليوم العالمي للصحافة الرياضية على رمزيته يمثل مناسبة لكي نرصد كل الإختلالات الوظيفية التي تلازم مواكبة الصحافة للمشهد الرياضي الوطني وتفرمل كل قدرة على التأثير الإيجابي في هذا المشهد، وقد كرست الجمعية المغربية للصحافة الرياضية كثيرا من المناسبات لكي تنبه إلى ضرورة الحد من هذه الإختلالات حتى لا تتفاقم وتستشري وتتعاظم فتتسبب في تعميق الهوة بين الصحفيين وبين المشهد الرياضي الوطني ممثلا في كل مؤسساته من جامعات ونواد.
وعندما إخترنا إسهام الإعلام الرياضي في الرقي بمنظومة الإحتراف، محورا لهذه الندوة التي يسهم فيها نخبة رياضية وإعلامية وأكاديمية مرموقة، لتكون لغة للإحتفاء بالعيد العالمي للصحافة الرياضية، فإننا أردنا من ذلك التأكيد على الأدوار المناطة بالجمعية المغربية للصحافة الرياضية وبحليفها الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين كقوة نقدية واقتراحية هاجسها الأوحد هو المساهمة فعليا في توجيه وتأطير الحركة الرياضية الوطنية، كما نزعنا في ذلك للتأكيد على إستراتيجية وأهمية تنزيل المشروع الإحترافي كنمط متقدم في حركية المشهد الرياضي الوطني من أجل بلوغ المستويات العالية.
إننا معشر الصحفيين ندرك جيدا ما هو ملقى على عاتقنا من مسؤوليات لإنجاح المشروع الإحترافي للرياضة الوطنية، فهناك مسؤولية المصاحبة والمواكبة والتوجيه والنقد التي يجب أن يضطلع بها الصحفي الرياضي بنزاهة والتزام وصدقية، إعتبارا إلى ما قام وسيقوم من علاقات تجاذب ومنفعة بين الرياضة والصحافة، وإزاء هذه المسؤوليات التي لا نتملص منها، هناك حقوق تكفلها التشريعات الوطنية والدولية للصحفيين الرياضيين ولا يجب أبدا هدرها أو حتى المساومة فيها، الحق في الوصول للمعلومة، الحق في النقد من دون تخويف ولا ترهيب والحق في ممارسة العمل الصحفي في ملاعبنا ومركباتنا الوطنية بالإحترافية التي قدرها المشرع للرياضة لتبلغ المستويات العالية وبالإستقلالية التي هي الضامن الوحيد لإيجابية النقد الصحفي.
لقد وقفت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بمعية حليفيها الرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين والجمعية المغربية للمصورين الرياضيين على خروقات شابت التغطية الصحفية للكثير من المباريات والتظاهرات الرياضية خلال الموسم المنقضي، وإلى جانب لغة الشجب والتنديد كانت هناك أساليب أخرى هدفت إلى مواجهة كل نيل من كرامة الصحفيين الرياضيين، إلا أننا نتطلع بقوة ما يربطنا بالمؤسسات الراعية للرياضة الوطنية من شراكات ومن مذكرات تفاهم ومن احترام متبادل لأن نتصدى بشكل حازم لكل هذه الخروقات والتجاوزات، ضمانا لمشهد كروي وطني نظيف واحترافي قائم على الإلتزام بالمواثيق الوطنية والدولية، يكرم الصحفي ولا يهينه.
ولأننا في لحظة عيد بكل ما يمثله ذلك من صفاء ونقاء وتعلق بالآصرة المتينة التي تربطنا جميعا، فإننا نهيب بكل الزملاء الصحفيين التقيد بأدبيات وأخلاقيات المهنة التي تفرض أول ما تفرض إحترام الزمالة والكف عن التلاسنات على منصات الإعلام والإلتحام والتكاتف من أجل الإنتصار لحقوقنا كصحفيين رياضيين والحد من التشردمات التي لا تزيد الجسم الصحفي الرياضي إلا وهنا وتمزقا، غايتنا في ذلك أن نتمثل ما خص به صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله الإعلام الرياضي في رسالته السامية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضية سنة 2008 من أدوار بقوله:
«ولايفوتنا في هذا المقام، التأكيد على دور الإعلام الرياضي في النهوض بهذا القطاع الرياضي، باعتباره شريكا لا مندوحة عنه في نهضته المنشودة.
فبفضل التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، صارت الرياضة تحظى بمتابعة واسعة تضعها تحت المجهر، لذلك ندعو الإعلام الرياضي إلى التعاطي مع الشأن الرياضي بكل مسؤولية وحرية وبموضوعية واحترافية، وكل ذلك في التزام بأخلاقيات الرياضة والمهنة الإعلامية، بحيث ينتصر هذا الاعلام الوطني دوما للنهوض بالرياضة والمثل السامية التي تقوم عليها.»
إنتهى كلام جلالة الملك.
وختاما إذ أشكر لكم تفضلكم بالحضور معنا في هذه الأمسية الرمضانية المباركة، أتوجه بالشكر للأساتذة المتدخلين على تكرمهم بالمساهمة في إغناء هذه الندوة الوطنية شاكرا إدارة مجمع الأمير مولاي عبد الله تفضلها بوضع هذه القاعة تحت تصرف الجمعية لتكون فضاء لهذا الحوار المثمر ومقدرا ما بذله الزملاء من جهد تنظيمي.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير الصحافة والرياضة في هذا الوطن الأمين وكلل أعمالنا بالنجاح.
الرباط في: 4 يوليوز 2016