في ندوة عقدتها الجمعية المغربية للصحافة الرياضية
التأكيد على أهمية تطوير آليات اشتغال الإذاعة والتلفزيون لمسايرة التغيرات المتسارعة
التي يعيشها الفضاء السمعي البصري
أكد المشاركون في ندوة نظمت مساء الجمعة 30 يونيو 2017 بالدار البيضاء، حول موضوع «إسهام الإعلام السمعي البصري في تطوير الحركة الرياضية» على أهمية تطوير آليات اشتغال الإذاعة والتلفزيون لمواكبة التحولات التكنولوجية التي يشهدها القطاع السمعي البصري وخاصة أمام تنامي الاعتماد على الوسائط الرقمية.
وحث المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ونشطته نخبة من الإعلاميين الرياضيين العرب والمغاربة المنتمين على مدى سنوات للفريق العربي الموحد الذي شكله إتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية لتغطية كبريات التظاهرات الرياضية العالمية، وفي مقدمتها دورات الألعاب الأولمبية، على ضرورة تأهيل العنصر البشري وإخضاعه لدورات تكوينية حتى يتمكن من مسايرة التغيرات المتسارعة التي يعيشها الفضاء السمعي البصري في عهد الرقمنة لكسب رهانات المنافسة.
وفي هذا السياق، تمت الدعوة إلى تكثيف الجهود لإنتاج المزيد من البرامج الرياضية الإذاعية والتلفزيونية وتحسين مضمونها خاصة وأن الإعلام الرياضي السمعي البصري يتميز بكونه يحظى بقاعدة جماهيرية كبرى، ويخاطب مختلف الشرائح الاجتماعية، مع الإلحاح على ضرورة الالتزام بأخلاقيات وضوابط المهنة. وأوصى المتدخلون في هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة ثلة من الإعلاميين والأساتذة الأكاديميين، بتدريس الإعلام الرياضي كتخصص قائم الذات أو عند الاقتضاء إدراج مادة الإعلام الرياضي ضمن مناهج التدريس بمعاهد الإعلام والاتصال بالمغرب مع الاعتماد تدريجيا على التخصص في بعض الأنواع الرياضية.
وحثوا على ضرورة الارتقاء بمستوى التحليل والتعليق الرياضي بدرجة عالية من المهنية والموضوعية والحياد والانفتاح والحفاظ على تميز «المدرسة» المغربية في الوصف والتعليق الرياضيين التي وضع لبناتها رواد الإعلام الرياضي في عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي .
كما دعوا إلى توثيق الذاكرة الرياضية الوطنية المكتوبة والسمعية والبصرية والنهل من الموروث الرياضي الوطني الهائل لإثراء الخزانة الوطنية في هذا المجال.
وتوقف المتدخلون عند الاحتكار المجحف لبعض القنوات التلفزيونية لحقوق نقل عدد من التظاهرات الرياضية القارية والإقليمية والدولية مما يساهم في حرمان جمهور واسع من تتبعها، ودعوا في هذا الصدد إلى سن قوانين وتشريعات لتكسير هذا الاحتكار حتى تتمكن التلفزيونات الوطنية من مواكبة ونقل التظاهرات لاسيما تلك التي تكون بلدانها أطرافا فيها.
وقدم الإعلاميون محمد توفيق لعبيدي من تونس وسعيد زدوق ومحمد مقروف من المغرب مداخلات رصدوا فيها تجاربهم الإعلامية المتميزة والزاخرة بالصور المعبرة عن الهوية العربية.
كما قدم الأكاديمي عبد اللطيف بنصفية الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال عرضا حول ميكانيزمات وخصوصيات التعليق والوصف الرياضيين. واستعرض الزملاء رشيد جامي (الإذاعة الوطنية) وعبد الهادي رازقو (قناة الرياضية) وأمين بيروك (راديو مارس) وعبد اللطيف الشرايبي (مدينا إف إم) ومحمد أبوسهل (إم إف إم) تجارب مؤسساتهم ومنظورها لتطوير هذا القطاع الإعلامي.